احمد يوسف الخضمي
احمد يوسف الخضمي
احمد يوسف الخضمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احمد يوسف الخضمي


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبو العتاهية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد يوسف الخضمي
Admin
احمد يوسف الخضمي


عدد المساهمات : 274
تاريخ التسجيل : 11/06/2010

أبو العتاهية Empty
مُساهمةموضوع: أبو العتاهية   أبو العتاهية Icon_minitimeالأحد يوليو 18, 2010 12:17 pm

قصيدة (أشد الجهاد)


أبو العتاهية

أشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهوَى، ....... وما كَرْمَ المَرْءَ إلاّ التُّقَى

وأخلاقُ ذي الفضْلِ مَعرُوفَةٌ ....... ببَذلِ الجَميلِ، وكفّ الأذى

وكلُّ الفُكاهاتِ مَملُولَةٌ، ....... وطولُ التّعاشُرِ فيهِ القِلَى

وكلُّ طَريفٍ لَهُ لَذّةٌ؛ ....... وكلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلَى

وَلا شيءَ إلاّ لَهُ آفَةٌ؛ ....... وَلا شيءَ إلاّ لهُ مُنتَهَى

ولَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يدٍ، ....... ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى

وإنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ ....... يَدُلّ على صانعٍ لا يُرَى


قصيدة (طَلَبتُكِ يا دُنيا)


طَلَبتُكِ يا دُنيا، فأعذَرْتُ في الطّلبْ ....... فما نِلْتُ إلاّ الهَمّ والغَمّ والنّصَبْ

فَلَمّا بدَا لي أنّني لَستُ واصِلاً ....... إلى لَذّةٍ، إلاّ بأضْعافِها تَعَبْ

وأسرَعْتُ في ديني، ولم أقضِ بُغيَتي ....... هرَبْتُ بديني منكِ، إن نَفَعَ الهرَبْ

تخَلّيْتُ مِمّا فيكِ جَهْدي، وطاقتي ....... كمَا يَتَخَلّى القوْمُ من عَرّةِ الجرَبْ

فَما تَمّ لي يَوْماً إلى اللّيلِ مَنظَرٌ ....... أُسَرّ بهِ، إلاّ أتى دونَهُ شَغَبْ

وإنّي لَمِمّنُ خَيّبَ اللهُ سَعْيَهُ، ....... لَئنْ كنتُ أرْعَى لَقحَةً مُرّةَ الحلَبْ

أرَى لكَ أنْ لا تَستَطيبَ لخِلّةٍ، ....... كأنّكَ فيها قَد أمِنْتَ منَ العَطَبْ

ألمْ تَرَها دارَ افتِراقٍ وفَجْعَةٍ، ....... إذا رَغِبَ الإنسانُ فيها، فقد ذهَبْ

أُقَلّبُ طَرْفي مَرّةً بَعدَ مَرّةٍ، ....... لأعْلَمَ ما في النّفسِ، والقلبُ يَنقلبْ

وسَرْبَلْتُ أخْلاقي قُنُوعاً وعِفّةً، ....... فعِندي بأخلاقي كُنُوزٌ مِنَ الذّهَبْ

فلَمْ أرَ حَظّاً كالقُنوعِ لأهْلِهِ، ....... وأن يُجملَ الإنسانُ ما عاش في الطّلبْ

ولمْ أرَ فَضْلاً تَمّ إلاّ بشيمَةٍ؛ ....... ولم أرَ عَقْلاً صَحّ إلاّ على أدَبْ

ولمْ أرَ في الأعداءِ حينَ خَبَرْتُهُمْ ....... عدوّاً، لعَقلِ المَرْء، أعدى من الغضَبْ

ولم أرَ بَينَ العُسْرِ خِلطَةً؛ ولم أرَ ....... بَينَ الحَيّ والمَيتِ من سَبَبْ


قصيدة (خَليليّ..)


خَليليّ! إنّ الهَمّ قَدْ يَتَفَرّجُ، ....... ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ

وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ ....... على طُرُقاتِ الحَقّ، والشّرُّ أعوَجُ

وأخلاقُ ذي التّقوَى وذي البِرّ في الدّجى ....... لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ

ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّةٌ، ....... وألسُنُ أهلِ الصّدْقِ لا تَتَلَجْلَجُ

ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ، ....... وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ

وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَةٌ، ....... ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ

رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه، ....... فإنّكَ عنَها مُستَخَفُّ، وتُزْعَجُ

وإنّكَ عَمّا اختَرْتُهُ لَمُبَعَّدٌ، ....... وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ

ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَةٍ، ....... ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ

لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَةٌ، ....... وإنْ زَخرَفَ الغادونَ فيها وزَبْرَاجُوا

وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَةً، ....... فإنّي إلى حَظّي منَ الدّينِ أحوَجُ


قصيدة (كلٌّ إلى الرّحمانِ مُنَقلَبُهْ)


كلٌّ إلى الرّحمانِ مُنَقلَبُهْ؛ ....... والخَلْقُ ما لا يَنْقَضِي عَجَبُهْ

سُبحانَ مَنْ جَلّ اسمُهُ وعَلا، ....... وَدَنا، ووارَتْ عَينَهُ حُجُبُهْ

ولَرُبّ غادِيَةٍ ورائِحَةٍ، ....... لم يُنْجِ منها هارِباً هَرَبُهْ

ولرُبّ ذي نَشَبٍ تَكَنَّفَهُ ....... حُبُّ الحَياةِ، وغَرّهُ نَشَبُهْ

قد صارَ مِمّا كانَ يَمْلِكُهُ ....... صِفراً، وصارَ لغَيرِهِ سَلَبُه

ْ يا صاحِبَ الدّنْيا المُحِبَّ لهَا! ....... أنتَ الذي لا يَنقَضِي تَعَبُهْ

أصلَحتَ داراً، هَمْلُها أسَفٌ، ....... جَمُّ الفُروعِ، كَثيرَةٌ شُعَبُهْ

إنّ استِهانَتَهَا بِمَنْ صَرَعَتْ، ....... فبِقدْرِ ما تَسمُو بهِ رُتَبُه

ْ وإنِ استَوَتْ للنّملِ أجْنِحَةٌ، ....... حتى يَطيرَ، فقدَ دَنَا عَطَبُهْ

إنّي حَلَبْتُ الدّهرَ أشْطُرَهُ، ....... فرَأيْتُهُ لم يَصْفُ لي حَلَبُهْ

فتَوَقّ دَهرَكَ ما استَطَعتَ، ولا ....... تَغرُرْكَ فِضّتُهُ، ولا ذَهَبُهْ

كَرَمُ الفتى التّقوَى، وقُوّتُهُ ....... مَحض اليقينِ، ودينُهُ حَسَبُهْ

حِلْمُ الفَتى مِمّا يُزَيّنُهُ؛ ....... وتَمامُ حِلْيَةِ فَضلِهِ أدَبْه

ْ والأرْضُ طَيّبَةٌ، وكلُّ بَني ....... حَوّاءَ فيها واحِدٌ نَسَبهْ

إيتِ الأمورَ، وأنتَ تُبصِرُها، ....... لا تأتِ ما لمْ تَدْرِ ما نَسَبُهْ


قصيدة (إن الحوادث لامحالة آتيقصيدة ( لعمرك ما الدنيا بدار بقاء )


لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛ ....... كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ

فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما ....... يُرَى عاشِقُ الدّنْيا بجُهْدِ بَلاءِ

حَلاوَتُها مَمزُوجَةٌ بمَرارَةٍ؛ ....... وراحَتُها مَمْزُوجَةٌ بعَنَاءِ

فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ ....... فإنّكَ من طينٍ، خُلقتَ، وماءِ

لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛ ....... وقَلّ امرُؤٌ يَرْضَى لَهُ بقَضَاءِ

وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ، ....... وللْهِ إحسانٌ وفضْلُ عَطاءِ

وما الدّهرُ يوماً واحداً في اختلافِه؛ ....... وما كُلّ أيّامِ الفتى بسَوَاءِ

وما هوَ إلاّ يَوْمُ بُؤسٍ وشدّةٍ، ....... ويَوْمُ سُرُورٍ، مَرّةً، ورَخاءِ

وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ؛ ....... وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ

أيَا عَجَباً للدّهرِ لا بلْ لرَيْبِهِ، ....... يُخَرمُ رَيبُ الدّهرِ كلَّ إخاءِ

وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَةٍ ....... وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ

إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى، ....... فحَسبي بهِ نَأياً وبُعْدَ لِقَاءِ

أزُورُ قُبُورَ المُتْرَفِينَ فَلا أرَى ....... بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل هاءِ

وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَةٍ، ....... وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ

يَعِزُّ دِفاعُ المَوْتِ عن كلّ حيلَةٍ، ....... ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواء

ونَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بنَمَائِها، ....... وللنّقْصِ تَنْمُو كلُّ ذاتِ نَماءِ

وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ ....... حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ

أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَةٍ ....... يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ

خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ، ....... وكنْ بَينَ خَوْفٍ منهُما ورَجاءِ

وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا ....... ولكِنْ كَساهُ اللّهُ ثوْبَ غِطاءِ

إنّ الحَوادِثَ، لا مَحالَةَ، آتِيَهْ ....... مِنْ بَينِ رائحَةٍ تَمُرّ، وغادِيَهْ

وَلَرُبّما اعْتُبِطَ السّليمُ فُجاءَةً، ....... وَلَرُبّما رُزِقَ السّليمُ بعافِيَهْ

أللهُ يَعْلَمُ ما تُجِنّ قُلُوبُنَا، ....... وَاللهُ لا تُخفَى عَلَيهِ خافِيَهْ

أينَ الأُلى كَنَزُوا الكُنوزَ وَأمّلُوا، ....... أينَ القُرُونُ بَنو القُرونِ الخاليَهْ؟

دَرَجوا فأصْبحتِ المَنازِلُ منهُمُ ....... قَفْراً، وَأصْبحتِ المَدائنُ خاليَه

عَجَباً لمَنْ يَنسَى المَقَابِرِ وَالبِلى، ....... سُبحانَ مَن يُحيي العظامَ الباليَهْ


قصيدة (الحمد لله)


الحَمدُ للّهِ على مَا نَرَى! ....... كلُّ مَنِ احتيجَ إلَيهِ زَهَا

ياأيّها المُبْتَكِرُ الرّائحُ المُشْتَغِلُ ....... القلبِ، الطّويلُ العَنَا

نِعمَ الفِراشُ الأرْضُ، فاقنَعْ به،....... وكُنْ عَنِ الشرّ قَصِيرَ الخُطَى

ما أكرَمَ الصّبرَ، وما أحسنَ ....... الصّدْقَ، وما أزْيَنَهُ بالفتى

الخُرْقُ شُؤْمٌ ، وَالتُّقَى جُنّةٌ ....... والرّفْقُ يُمْنٌ ، والقُنوعُ الغِنَى

نافِسْ، إذا نافَستَ، في حكمةٍ، ....... آخِ، إذا آخَيتَ، أهلَ التُّقَى

ما خَيرُ مَنْ لا يُرْتجَى نَفْعُهُ ....... يَوْماً، ولا يُؤمَنُ منهُ الأذَى

واللّهُ للنّاسِ بأعْمالِهِمْ، ....... وكلُّ نَاوٍ، فلَهُ ما نَوَى

وطالِبُ الدّنْيا الكَدودُ بهَا ....... في فاقَةٍ، لَيسَ لها مُنْتَهَى


قصيدة (المرء يطلب):


المَرْءُ يَطلُبُ، والمَنيّةُ تَطلُبُهْ، ....... ويَدُ الزّمانِ تُديرُهُ وتُقَلّبُهْ

ليسَ الحَريصُ بزائدٍ في رِزْقِهِ، ....... اللهُ يَقْسِمهُ لَهُ ويُسَبّبُهُ

لا تَعْتِبَنّ على الزّمانِ، فإنّ مَن ....... يُرْضي الزّمانَ أقلُّ ممّن يُغضِبُهْ

أيّ امرىءٍ إلاّ عَلَيهِ منَ البِلَى، ....... في كلّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرْقُبُهْ

المَوْتُ حَوْضٌ، لا محَالَةَ دونَه، ....... مُرٌّ مَذاقَتُهُ، كَريهٌ مَشرَبُهْ

وترَى الفتى سَلِسَ الحديثِ بذكرِه ....... وَسْطَ النّديّ، كأنّهُ لا يَرْهَبُهْ

وأسَرُّ ما يَلقَى الفتى في نَفسِهِ، ....... يَبتَزّهُ نابُ الزّمانِ ومِخلَبُهْ

ولَرُبّ مُلهِيَةٍ لصاحِبِ لَذّةٍ، ....... ألفَيتُها تَبكي عليَهِ، وتَندُبُهْ

مَن كانَتِ الدّنْياءُ أكبرَ هَمّهِ، ....... نَصَبَتْ له من حبّها ما يُتعِبُهْ

فاصْبرْ على الدّنيا، وزَجِّ هُمومَها ....... ما كلّ مَن فيها يرى ما يُعجِبُهْ

ما زالَتِ الأيّامُ تَلعَبُ بالفَتى، ....... طَوْراً تُخَوّلهُ، وطَوْراً تَسلُبُهْ

مَن لم يَزَلْ مُتَعَجّباً مِن حادثٍ ....... تأتي بهِ الأيّامُ، طالَ تَعَجّبُهْ


أبيات (إلى الله)


إلى اللّهِ، فيما نالَنَا، نرْفَعُ الشكوَ ....... ى، فَفي يَدِهِ كَشفُ المضرّةِ والبَلوَى

خرَجنا من الدّنيا، ونحنُ منَ اهْلِها ....... فلا نحنُ في الأمواتِ فيها وَلا الأحْيَا


قصيدة (بكت عيني)


بكَتْ عَيني على ذَنْبي، ....... وما لاقَيْتُ مِنْ كَرْبي

فَيا ذُلّي، ويا خَجَلي، ....... إذا ما قالَ لي رَبّي

أمَا استَحيَيتَ تَعصِيني، ....... ولا تَخشَى مِنَ العَتْبِ

وتُخفي الذّنبَ من خَلقي، ....... وتأبَى في الهَوَى قُرْبي

فَتُبْ مِمّا جَنيْتَ عسَى ....... تَعُودُ إلى رِضَى الرّبّ


أبيات (نسيبك)


نَسيبُكَ مَنْ ناجاكَ بالوُدّ قَلبُهُ، ....... ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِ نَسيبُ


فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما ....... بقَرْضِكَ تُجزَى والقُرُوضُ ضُرُوبُ


قصيدة (نام الخلي)


نَامَ الخَلِيّ، ...لأنّهُ خِلْوُ ....... عَمّنْ يُؤرّقُ عَيْنَهُ الشّجوُ

ما إنْ يَطيبُ لذي الرّعايَةِ للـ ....... أيّامِ لا لَعِبٌ، وَلا لَهْوُ

إذْ كانَ يُسرِفُ في مَسَرّتِهِ، ....... فيَموتُ، من أعضائِهِ جَزْوُ

وَإذا المَشيبُ رَمَى بوَهْنَتِهِ، ....... وهتِ القوَى، وَتَقارَبَ الخُطوُ

وَإذا استَحالَ بأهْلِهِ زَمَنٌ، ....... كثُرَ القَذى، وَتكَدّرِ الصّفوُ


قصيدة ( لعمرك ما الدنيا بدار بقاء )


لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛ ....... كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ

فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما ....... يُرَى عاشِقُ الدّنْيا بجُهْدِ بَلاءِ

حَلاوَتُها مَمزُوجَةٌ بمَرارَةٍ؛ ....... وراحَتُها مَمْزُوجَةٌ بعَنَاءِ

فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ ....... فإنّكَ من طينٍ، خُلقتَ، وماءِ

لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛ ....... وقَلّ امرُؤٌ يَرْضَى لَهُ بقَضَاءِ

وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ، ....... وللْهِ إحسانٌ وفضْلُ عَطاءِ

وما الدّهرُ يوماً واحداً في اختلافِه؛ ....... وما كُلّ أيّامِ الفتى بسَوَاءِ

وما هوَ إلاّ يَوْمُ بُؤسٍ وشدّةٍ، ....... ويَوْمُ سُرُورٍ، مَرّةً، ورَخاءِ

وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ؛ ....... وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ

أيَا عَجَباً للدّهرِ لا بلْ لرَيْبِهِ، ....... يُخَرمُ رَيبُ الدّهرِ كلَّ إخاءِ

وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَةٍ ....... وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ

إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى، ....... فحَسبي بهِ نَأياً وبُعْدَ لِقَاءِ

أزُورُ قُبُورَ المُتْرَفِينَ فَلا أرَى ....... بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل هاءِ

وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَةٍ، ....... وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ

يَعِزُّ دِفاعُ المَوْتِ عن كلّ حيلَةٍ، ....... ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواء

ونَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بنَمَائِها، ....... وللنّقْصِ تَنْمُو كلُّ ذاتِ نَماءِ

وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ ....... حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ

أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَةٍ ....... يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ

خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ، ....... وكنْ بَينَ خَوْفٍ منهُما ورَجاءِ

وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا ....... ولكِنْ كَساهُ اللّهُ ثوْبَ غِطاءِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmady.yoo7.com
 
أبو العتاهية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
احمد يوسف الخضمي :: القسم العام :: الشعر العربي-
انتقل الى: